الأحد، 26 أبريل 2020

الهجرة ...الطريق الى ارض الأحلام

الكل لديـه أحلام يريد تحقيقها ، الكل لدي حياة يريد ان يعيشها كما يحب ،بل جميعنا نسعى لان نرسم لوحة لحياتنا الجميلة و السعيدة . 
و لكن ليس الكل يسعى لذلك بل هنالك من يحلم و يبقي حلمه مدفونا، و يتقبل حياته كيف ما كانت ، ولكن لا ننسى ايضا ان البعض منا ابتسمت له الحياة و اعطته الحياة التي يحلم بها ،بينما يحاول البعض الاخر الوصول الي احلامه و تأسيس حياته المثالية ، و لكن يخطا في ذلك باتخاذه الافكار الخاطئة التي تؤذي الى هلاكه .
في كل الدول النامية يوجد اشخاص يحلمون بالحرية ، يحلمون بالحياة التي يتمنونها ولكن لا يجدونها ، ليس الامر صعب كما يعتقدون ، و لكن يرسمون احلامهم و حياتهم في ارض الاحلام التي يسمعون عنها و يشاهدونها عبر الشاشات ، و يسعون للوصول اليها بكل ما يمتلكونه من قوة و طاقة حتى لو كلفهم الأمر خرق القانون و حياتهم ايضا، لا نعلم و لا نستطيع ان نعرف حجم المعانات التي يعيشونها و الالم الذي يشعرون به رغم انهم يعيشون في اوطانهم ، يحسون انهم لا ينتمون لهذا المكان و يريدون ان يغيروا حياتهم و يبحثوا عن ما هو افضل ، في نظرهم ان استطاعوا الخروج من هذه الحياة سوف تفتح لهم ابواب الرخاء و عطاء سوف يعشون كما يحبون و يحقون كل ما يرغبون ، حتى قال احدهم " سوف اذهب لان الموت ارحم من بقائي هنا " لا يمكننا ان نعرف السبب الذي يدفعه للقيام بذلك حتى لو طلبنا منه ذلك لان كل شخص هو الذي يستطيع ان يحس بما يجري له ، و لكن اكبر سبب قد يدفعم لهذا هو الفقر و عبودية التي يعيشونها كل يوم ، حياة الفقراء صعبة جدا ، لا يمكنهم شراء ما يشتهون لا يمكنهم اكل حينما يجوعون لا يمكنهم النوم براحة او هناء ، لا يستطعون ان يعملوا في مناصب جيدة ، منبودون ، مستعبدون ، لا يوجد لهم سكن ولا مال ولا حياة ، يعيشون بفتات قليل ، لا يتجولون في بلدان ولا يحفطون الاوطان ، ليس لهم احباء كثار ، وان اخطؤوا في شيء او اتهموهم يدخلون وراء القضبان ولا يخرجون حتى نهاية الأحكام ،  هذه باختصار حياة الفقراء لكنهم  اشخاص اقوياء يتحدون كل شيء من الاجل البقاء و لكن منهم من يريد ان ينتقل الى ارض الاحلام لعله يجد ما يتمناه و ما يرضاه، تبدا احلامهم برسم خطة لهجرة نحوى ارض الاحلام ، رغم نسبة الضئيلة في نجاة ، لا يمكتلكون جواز سفر ولا تذكرة طيران ، لا يستطعون اخد تأشيرة او حق لجوء الى البلدات، السبيل الوحيد لذك هو الهجرة و عصيان النظام ، بدون مال ولا جواز ولا تأشيرة ولا طيران ، فقط يركبون قاربهم الصغير و يبحرون به نحوى الأحلام ، يعلمون انه لا مفر ان صعدوا الى قارب ادا القي القبض عليهم سوف يهرمون في سجون و يرجعون الى الجحيم ، او انهم سوف يموتون و يتخلصون من حياتهم و احلامهم على حد سواء، لا يمكنا ان نلومونهم او نعتابونهم لأن ما وصلوا اليه نحن ايضا مسؤولون عن ذلك ، لم ندافع عنهم ، لم نقف معهم ضد القانون الذي حرمهم من حياتهم التي يتمنونها ، لم نستطع ان نكف الاذى عنهم ، حتما هم مخطؤون لان يهجرون وطنهم يتركون ابائهم و امهاتهم يجعلون احبتهم بتالمون من فراقهم ، لا اخبار موتهم ولا اخبار نجاتهم ، يعتقدون ان اوربا و امريكا حقا هي بلاد الاحلام ، طبعا ليست كما يعشون ، طبعا اوربا ليست مثل بلداننا العربية او البلاد النامية ، و لكنها تخدم ابناءها لا ابناءنا ، هي تحض و تعطي لشعبها لا شعبنا ، اعذروني  ولكن هذه هي الحقيقة لم اجرب الهجرة و لم ابحر في قارب ولكنني رايت الواقع الذي جميعنا نراه الا انتم لانهكم لم تستطعون ان ترونه بسبب ما تعشونه ، اعتذر مجددا  لا يمكنني ان اقول ان هجرتكم غير شرعية اعلم انكم تهربون من واقع الاليم ، تريدون الهروب من الظلم و الفقر و جوع و المعتاة ، اعلم جيدا انكم محقون في كل سبب تقولونه و لكن  انتم ايضا مخطؤون بتفكيركم برحيل و  ركوب هذا القارب الصغير  الذي قد ينقلب في اي لحظة و تصبحون جميعكم طعام للاسماك و حيتان ، او تمسك بكم قوات البحرية التي تحرص البحار و تصبحون خرقون للقانون و تدخلون السجون ، سوف تعشون رعب الحقيقي حين تركبون و تبحرون لا مفر البحر من كل جهات ، سماء فوقكم و البحر تحتكم لا يابسة ، ظلمات اليل امواج و امطار , هل حقا تستحق كل ها العناء من اجل الوصول الىها ؟ هل حقا تردون مجازفة بارواحكم و كل شيء من اجلها ؟  لا ننكر انكم مظلومون و محرومون و لكن تاكدوا لا بل وبا تستحق كل هذا العناء ،و ان كنتم محظوظون و ستطعتم الوصول الي هناك سوف تعرفون حقا انكم مخطؤون لان حياتكم حقا سوف تتغير وللاسف للاسوء وليس للأحسن ، حرقة الحياة و صعوبة العيش و حرقة فراق الاحبة و الاوطان . 
 ان اردت ان تعيش هناك اعمل و سافر مثل مسافر شرعي بجوازك و مالك و حقق ما تريده بكل شيء قانوني دون مجازة و ركوب في القارب الصغير ، قد تعتقدون ان حياتكم لا تهمونا و لكن اعلموا ان هنالك اشخاص يهتمون بكم و يردون لكم الافضل .



شيماء منوني 



هناك تعليق واحد: