الكثير منا يحلمون احلام تكون سيئة و مفزعة و
لا يرغبون بحدوثها في الواقع ،و هذا الأمر يجعل اوقات راحتهم كابوسا، و لكن مقابل ذلك
هناك احلام جميلة تأتينا في منامنا و نفكر في تحقيقها في ارض الواقع مما يجعلنا
نحب النوم كثيرا لنحلم مثل هذه الاحلام، و لكن لأسف الأمر صعب، و يصعب علينا ان نحلم بالأحلام
الجميلة كل يوم او اننا نحلم بما نريده .
تبين دراسات في علم النفس ان اغلب احلامك فهي صادرة من عقلك الباطن
. اي ان كل ما تفكر فيه كثيرا سوف يجسده عقلك بشكل احلام في وقت نومك ،
لأنه الوقت الذي ينام فيه عقل الواعي و تكون كل الحرية للعقل الباطن الذي لا يتوقف
عن العمل حتى وقت نومك و لقد تحدث كثيرا عن العقل الباطن في مقالي السابق يمكنك
اطلاع عليه من هنا
الشيء الجميل في الموضوع ان العقل الباطن لا
يفرق بين الواقع او الخيال وهذا ما يسهل علينا تفكير في احلام خيالية و غير واقعية،
و هو يجسد لنا كل افكار راسخة فيه بشكل واقعي و حقيقي، حيث انك تشعر في
حلمك بكل حواسك الالم و صراخ اي انك تعيش
الصورة بحواسك رغم انك نائم فان هرمونات الخوف و القلق و توتر و الحب و الحزن و
سعادة كلها تتدفق بشكل عادي اثناء نومك مما يجعلك تعتقد انك تعيش هذه الاحداث في
الواقع و لا تفرق بين الحقيقة وخيال، رغم ان بعض الاحلام تكون خيالية جدا و
لا يستحيل تصديقها في امر الواقع و لكنك حينها سوف تصدقها وانت نائم بسبب نوم عقلك
الواعي الذي هو عقل المفكر و الذي يبين لك الخيال و الحقيقة، لأن العقل الواعي يصنع افكار علمية و تدابير موجودة
و يراها في الواقع و هو مقتن بها تماما مما يُصعب عمل العقل اللاواعي في تحكم في
افكار، و صنع ما تريده على في ارض الحقيقة، و هذا سبب الرئيسي في ابتعادنا عن الخيال و تنقص
احلامنا الخيالية بشكل كبير في تقدمنا في السن . لأننا صرنا اكثر وعيا و لا نفكر
في شيء خيالي و يصبح تفكينا محدود و خالي من خيال.
اما عند الاطفال فالأمر مختلف، لو تسالهم كل يوم عن احلامكم فتجدها اغلبها خيالية اي كل ما يشاهدونه في
تلفاز سواء رسوم متحركة او افلام رعب او خيال سوف يتقبلها عقلهم بطريقة ايجابية
مما تفعل طاقة العقل الباطن بشكل جيد و يجسد لهم اي افكار قاموا بتصديقها او
الاقتناع بوجودها و تكون غالبا احلام
الاطفال مرعبة و يحلمون كوابيس بسبب مشاهد
شاهدوها في يومهم سواء في تلفاز او حتى الواقع و صراخهم في البل دليل على ذلك ،
فهذه هي نقطة الاهم ان اقتنعت بوجود شيء و فكرت فيه كثيرا فان عقل الباطن سوف
يتقبله كما هو و يجسده سواء على ارض واقع او في الاحلام، فتجد الاطفال
يحلمون كثيرا اكثر من البالغين رغم ان اعمارهم قليلة لان الشخص البالغ يبتعد عن
التفكير في الاحلام و لا يعطي لها اهمية مما يجعل احلامه عابر و مجرد صورة تختفي و
ينساها بمجرد استقاظه، و هذا امر ليس جيد في الواقع، لان الاحلام
ليست للأطفال فقط بل تساعدنا على تحسين حياتنا او فهم ما يفكر فيه عقلنا الباطن.
اذا كيف
نتحكم في احلامنا ؟
هذا سؤال يطرحه الكثيرون الذين يهتمون بالأحلام
و الاسترخاء و يريدون الاستمتاع اثناء نومهم بأحلام جميلة لم يستطيعوا ان يعيشوها
في الواقع و يريدون شعور بيها في احلامهم .
اليوم سوف اعطيكم طرق تساعدكم على تحكم في
احلامكم و كيفية عيش حلمك كما تريده حتى في هذه الساعات القليلة من وقت سوف تساعدك
الاحلام الجميلة على تدفق هرمونات السعادة و الحب و الامل التي قد يصعب عليك
تحفيزها في حياتك الحقيقة خاصة ان كانت مجريات حياتك تسري بشكل سيء . الاحلام لها دور كبير في تحسين المزاج لدى
الاشخاص المصابون بخيبة امل او الاشخاص الذين يعانون من اكتئاب، او الفراق
و الحزن او الامراض النفسية المختلفة، بذلك لا يجب علينا ان نستهين
بالأحلام في ليست مجرد احلام فقط بل هي مرحلة استثنائية نعيشها بكل عواطفنا و
احاسيسنا و حواسنا لهذا فالأحلام هي حياة انتقالية من واقع الى عالمنا الخاص بمعنى
انك اثناء حلمك فانت تعيش في افكارك و متطلباتك و حتى في مخاوفك و سلبياتك ،شعورك و
قوتك و رغبتك ...
نجد معظم الاشخاص يحلمون بأشخاص مقربين منهم
او يحبونهم، و معنى هذا ان تفكير الكثير في هؤلاء الاشخاص قد يجسد صورة في
عقلك الباطن مما يجسدها لك بشكل احلام عندما تتاح له الفرصة ، لان الحلم
ليس مجد افكار نعيشها في الفترة الحالية بل هما عبارة عن افكار في الماضي و الحاضر
و حتى المستقبل مما يجعل بعض الاحلام عبارة عن تنبأت لنا سوف يحدث لك في المستقبل،
مما يتفاجأ البعض انهم يحلمون بأشخاص لم يروهم منذ زمن او انهم فارقوا الحياة منذ
فترة طويلة ، و هذا ايضا دليل على
ان كل صورة او حدث او تفكير قد عشته في حياتك فهو مخزن بشكل محكم في عقلك الباطن
حتى وان لم تفكر به او تعيره اهتمام فالعقل الباطن يستعين به كلما تذكرته مجددا و
يعطيك فكرة جيدة عنه . لهذا يحاول الباحثون في هذا المجال في توسع بشكل كبير
لتصوير كل ما يخزنه العقل الباطن و عرضه على شاشة لمساعدة في امور كثيرة مثل المرضى المصابين بمرض النسيان او المعتقلين
و المجرمين على معرفة الحقيقة و لحد الان لم يتوصلوا بشكل فعلي لهذا المر لأنه صعب
عليهم بسبب تعقيدات هذا العقل الذي هو بحر من الافكار .
فبعض الناس يريدون ان يهربوا من واقعهم و يعيشوا
في احلامهم و لكن الامر يصعب عليهم بسبب ما يجهلونه عن ما هو الحلم في الواقع .
ولكن اعتقد انك الان فهمتم معنى الحلم و كيف يتجسد و ما يفعله بجسم الانسان.
شعورك بالألم او دموع على عينك
او ابتسامة علة واجهك عند استيقاظك من نومك و احيانا ايضا تتفاجأ بوجود كدمات
على جسمك او وجود افرازات جنسية ان كان
حلمك متعلق بأمر جنسي و هذا يقلق الكثير و منهم من يعتقد انه تم التعدي عليه .
السبب في ذلك هو العقل الباطن هو من يبعدك
تماما عن الحقيقة و يجعلك تعيش الخيال رغم نومك فانت تعيش هذا المشهد بكل حواسك .
و قد تأدي الاحلام الى الموت ان كنت تحلم بانك تموت ولكن هذا امر ضئيل الوقوع .
لان الحلم سوف يتوقف عند حدوث امر مفزع لك مثل وقوعك من مكان مرتفع او التم
التهامك من طرف وحش كبير او سقوط شيء عليك ........الخ و هذا بسبب ارتفاع نسبة هرمون الأدرينالين و
ايقاظ عقلك الواعي مباشرة .
اعتقد انكم الان قادرين على تحكم بأحلامك
عندما عرفتم المزيد عن الاحلام ، و انها عبارة عن افكار تفكر بها طوال يومك
و كما كان تفكيرا اكثر كانت اكثر حظا في ظهور في احلامكم.
اذا تريد ان تشعر بسعادة في حلمك او انك تريد
ان تحلم بشخص اشتقت له قد يكون فارق الحياة او انه ابتعد عنك تريد ان تعيش حلم
خياليا تحقق فيه ما تريد .. فقط فكر فيه مليا ابحث عن كل ما يفكرك به و شاهد صورا
او فيديوهات متعلقة بما تريده، حاول
نسيان كل الافكار الأخرى و ركز على التفكير في ما تريد ان تحلم به، و خصص
وقت قبل نومك لذلك اي عند استعدادك لنوم ازل كل الافكار السلبية من دماغك شغل
الموسيقى الهادئة و استرخي و فكر بما تريد و اجعل اخر ساعات يومك الاجمل بأحلام
جميلة تتمناه ان تكون في الواقع .
"احلم بما تريد جرب ذلك الان" .
شيماء منوني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق