الاثنين، 20 أبريل 2020

خيبة الأمل



من منا  لم يعش هذه اللحظة . كلنا ممرنا في حياتنا بخيبات الامل و بعضنا عاش الكثير منها . و اصبح اسيرا لها
قد نصاب بخيبة امل و نتوقف عندها فقد تسد علينا ابواب النجاح او اننا لم نصل الى الغاية التي كنا نحلم الوصول لها
قد نجتهد احيانا في السعي الى غاية او هدف معين في حياتنا و لكن في الاخير نصدم بعدم تحققه و يؤثر على عقلنا و يصبح لدينا هيستريا من السعي نحو الاهداف او اننا سوف نصبح اشخاص لا نملك اي هدف في حياتنا و نصبح اسرى لخيبة امل كبير و هذا الامر قد يكون خطيرا جدا ان كان في وقت مبكر بمعنى ان خيبة امل عن شاب قد تكون اخطر من ان تصيب شخص كبير في السن . قد تتطور هذه الخيبة من افكار سلبية الى امور اسوء مثل الاكتئاب او الفشل الدائم حيث يصبح صاحبها في شيء سوى التخلص من حياته او انه يتقبل نفسه انه انسان غير قادر على فعل شيء في حياته و يعتبر نفسه بانه انسان فاشل في الحياة و هذه الافكار كلها قد تتحول هي الاخرى الى طاقة سلبية قد تنعكس فعليا في حياته و يصبح الانسان الذي هو مقتنع به .

ولكن يوجد من لديه فكرة اخرى عن خيبة الامل قد تصيبه ولكن لا يكثر لها و يعتبرها مرحلة مؤقتة و غير مستمرة و يعرف تماما ان خيبة الامل تأتي للأشخاص الدين يحاولون في كل مرة و المجتهدين والدين نجحوا في حياتهم و وصلوا الى ما يريده و بهذا قد يكون هذا النوع من الاشخاص ناجحين في حياتهم و قد اجتازوا ما يسمونه خيبة امل في اي شيء قد يصادفونه في حياتهم و قد يعيق مشوارهم نحوى النجاح و قد تعطيهم خيبة الامل بدل الافكار السلبية افكار ايجابية قوية و قد تعطيهم ايضا قوة اكثر و عزيمة لمواصلة حياتهم بشكل افضل و اقوى من دي قبل و يعتبر هؤلاء الاشخاص بدورهم القدوة في الحياة يجب على كل شخص ان يتعامل بخيبة الامل بهذا الشكل ليكون شخص قادر على مواصلة حياته على احسن وجه .
و يوجد انواع لخيبات الامل فمنها الدي لا تتوقعه ابدا قد تصيبك خيبة في شيء لا تتوقع حدوثة او انك لم تضع اي احتمال لوقع شيء معاكس لما تريده و تتوقعه فمثلا قد تصيبك خيبة امل في دراستك مع انك كنت طالب مجتهد و متحمس جدا لدراسة فتجد نفسك على حافة الرسوب و طرد من الدراسة . و هذا الامر قد يؤثر عليك في حياتك و تصيبك خيبة امل من نفسك حتى فتعتبر نفسك شخص فشل في ما اراده و لم يتوقعه ابدا .
وقد تصيبك ايضا خيبة امل في شخص ما قد يفعل ما لم تتوقعه منه يوما او انك تكتشف انه عكس ما تصورته او ما كنت مصوره في عقلك و هنا يحدث لك تضاد في افكارك و قد تدخلك خيبة امل الى الوحدة خاصة ادا كانت خيبة امل في الحب ادا كنت شاب و تحب فتاة  او العكس و تكون علاقتكما علاقة حب و تكتشف بعد فترة ان شريكك ليس مثل ما كنت تتخيل او انه شخص سيء و  هذا قد يدخلك ايضا في اكتئاب او حزن شديد مما يزيد هرمونات الحزن في جسمك و تؤثر على صحتك و صحة عقلك ايضا قد تصبح شخص متخوف من الخوض في علاقة مجددا
الامر ينطبق على اي شخص اخر مثلا صديق او قريب او فرد من عائلتك مما يفقدك الثقة بالأخرين  وهنا قد يكون الامر معقد قليلا برجوع الى وضعك الاول و لكنه ليس صعب تحتاج الى بعض الوقت لنسان ما جرى معك لتواصل حياتك كانه لم يحدث شيء
كما هنالك ايضا خيبة امل في حياتك اي انك تصاب بخيبة امل من طريقة عيشك او حالتك ككل . و هذه هي الاكثر شيوعا بين الناس اي المعظم منا يعاني من خيبة امل في حياته اي انه قد يئس من حياة بمجرد انه لم يصل الى ما يريده او كان يحلم به او توقع عيشه . قد ينعدم له الامل في حياة لأنه لم يحقق ما حققه من هم من حوله فتتولد لديه افكار انه شخص عديم النفع و انه لا يصلح لشيء او قد يعتبر نفسه شخص لا يمكنه القيام بما قام به الاخرون او الوصول الى هدف قد وضعه في حياته عكس اصحابه او اقرانه بالأخص و هنا قد يدخل هذا الشخص سجين لأفكاره السلبية التي قد تحط حياته و تؤثر على نفسية و تجعله شخص تعيس و لا يتذوق طعم للحياة و لكن الخروج من هذه الحالة ليس صعبا لان الاغلب قد تخطون هذه المرحلة بتحقيقهم لشيء ما او يصادفهم شيء قد يغير مجرى حياتهم مما يعيد المياه الى مجيرها بشكل افضل و هذا ما تكلمت عنه في الفقرة السابقة العودة بقوة اكبر  . ولكن يوجد من يحدث له خيبات امل متكررة او متواصلة اي انه لم ينجح في اي شيء اراده او توقعه فيصبح ايمانه بالأمل شبه منعدم و تتشكل في عقله طاقة سلبية سيئة جدا تنعكس على حياته و قد تؤدي الى الانتحار .
الحياة لا تتوقف عند اهداف او توقعات او اشخاص و انما الحياة هي المواصلة في العيش رغم كل شيء و تحدي كل المصاعب . يجب ان نعيش و نحاول و نحاول حتى نصل الى ما اردناه اي يجب علينا ان نتقدم الى الامام رغم كل شيء قد يصيبنا . لدينا فرصة واحدة في حياة و لهذا يجب ان نستغلها على احسن حال اي لا نترك للفشل و الحزن و خيبة الامل اي يسيطر علينا و يغير مجرة حياتنا و يجعلنا اسرى لهذه الافكار السلبية .
"الله اعطان عقل و ايمان لهذا يجب ان نؤمن بان كل شيء لديه حل و ان لم يكن له حل يجب ان نصنع له حلا بأنفسنا"

شيماء منوني





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق