نولد مع فطريات قد تكون غربية، و لكنها زرعت فينا منذ تكوننا داخل بطون امهتنا، لا نعي ما نفعله، و احيانا تكون تصرفاتنا عشوائية نقوم بها من
دون تفكير في ذلك.
ولكن قد نكتسب ايضا بعض التصرفات و بعض الافكار التي قد نجعلها من اساسيات
حياتنا باعتقادنا انها صحيحة بمجرد انها تتمشى مع رغباتنا، حتى لو كانت ذا طابع غريب او يؤذي الآخرين، تتولد فينا افكار و رغبات شريرة تحاول الثأر، القتل، الانتقام، التعذيب، الالم و تحطيم مشاعر و غيرنا بكل قوة و بدون
رحمة هذه هي الروح الشريرة التي تتولد داخلنا من دون شعور بذلك، و نمضي في اشباع رغباتها من دون توقف حتى
ينتهي بنا المطاف بتسبب في كثير من الاذية و سقوط عدد كبير من ضحاياها، و ليس الروح الشريرة التي تطلق على الاشباح و
الارواح في العالم الخيالي و افلام الرعب.
و يصعب علينا ان نكتشف اننا تحت تأثير هذه القوة الشريرة التي سيطرت على
عقولنا و استطاعت ان تتحكم في قلوبنا، و جعلنا اداة تنفيذية لرغباتها،
و لكن هل هذه الروح شريرة تختار الشخص المناسب للتملك و استولاء على عقله
لتسيطر عليه؟ ام هي مجرد افكار نتوهمها فتتحول الى شر داخلي يسيطر علينا ؟
في الحقيقة هي كذلك ليست قوة غريبة او خارجية تأتي الينا، بل نحن من نصنع هذه الهالة الشريرة بداخلنا
بسبب جشعنا و حقدنا و غيرتنا بكل هذه السلبيات التي تدور في ادهنا قد تكون سبب في
صنع شر كبير بداخلنا، و بضعفنا و استسلمنا نسلم انفسنا لهذه الافكار الشريرة
بكل سهولة، و نستسلم لها و لرغبتها حتى و اذ لم تكن من
طبيعتنا فنصبح اسرى لذا افكارنا، و ليس لنا مخرج للخروج من هذا السجن الذي صنعته عقولنا، و نتصرف بدون تفكير و بكل عشوائية، و يصبح هدفنا الوحيد هو تحطيم من يعرقل
طريقنا بأي طريقة كانت، و لا تصبح لحياتنا اهمية لان الروح الشريرة التي تولد دخلك قد تكون اكثر
خصومك و افتكهم لأنها ولدت منك بل انت من كونتها، و قد يكون صعبا عليك موجهة ذاتك بسهولة
كيف تعلم انك تمتلك روحا شريرة ؟
في الواقع هذا امر صعب و يخرج عن السيطرة، حيث انك لن تتمكن من معرفتك انك تحت تأثير
قوة شريرة، لان كل ما قد تفعله و تفكر به قد يبدو
طبيعيا جدا، و هذا متوقع لأنه صادر من داخلك لهذا تعتبر
اخطر خصم تواجهه في حياتك كلها لأنها هادئة، و تقوم بتدميرك من الداخل من دون شعورك بذلك، و انت تظن نفسك على صواب، و لكنه ليس امرا مستحيلا قد تكتشف ذلك ان
اكتسبتها في وقت متقدم من عمرك، و يمكنك تصرف حيال ذلك لان معظم ما نشعر بيه و نواجه من مشاكل في حياتنا هو
عبارة عن أفكار سلبية تتداول في ادمغتنا، مما يجعلها من
شبه مستحيل ان تتخلص منها، حيث الاغلبية لا يمكنهم ذلك لأنها حفرت في ادمغتهم، و هذا ما يسبب لهم الاكتئاب و تشاؤم الدائم
و احيانا قد يدفعهم الى الانتحار، و هذا امر طبيعي لأنه لم يستطع ان يسيطر على افكاره
السيئة التي اعتبرتها انا الروح شريرة، لأنها بالفعل كذلك لأنها قد تدفعك لكل ما يضرك او الى
الهلاك.
فان كانت هناك امور اخرى لا يمكنك تفسيرها فعلم انك تحتاج لبرمجة افكارك من جديد، و تخلص من كل الافكار التي تجدها غير مناسبة، او تتحسس منها لأنه بمجرد التفكير العميق، و المتكرر في شيء قد يتحول الى واقع مرير
يصعب تغيره.
هل اتأثر بمن يملك هذه السلبيات ؟
في الواقع هذا امر ينطبق عليك انت، ان كنت شخص متمكن فلن تستطيع اي قوة اخرى ان تأثر عليك، و لكن اغلب المواقف نعم فالقوى
التي تاثر على من يحطون بك قد تنتقل اليك ايضا و ذلك لاحتكاكك به و قربك منهم مما
يولد فيك ايضا روح شريرة قد تكون متماثلة لهم او اضعف او اقوى، و هذا حسب دماغك و افكارك، لأنك انت المتحكم الرئيسي في
افكارك و تصرفاتك ،الا اذا تغلبت عليك مخاوفك و افكارك الشريرة، او تأثرت بقوة
اخرى قد يمتلكها شخص يقربك كثيرا، لهذا اعلم ان
الطاقة سواء كانت ايجابية او سلبية فيمكنها التنقل بكل سهولة من شخص لأخر، و لكن يبقى التعبير محظ و لا يمكن ان يكون
ملموس، و ليمكن ان نلاحظه بشكل مرئي في الواقع، مما يجعلنا قد لا نصدق ما نقرؤه عن مثل هذه المواضيع، و هذا ايضا قد يكون سبب في زرع مخاوف اخرى او
ابتعاد عنها.
هل كل شخص يمتلك روح شريرة خاصة به؟
من محتمل ان يكون كل شخص لديه روح شريرة، او ما نسميه افكار سلبية و سيطرتها على ادمغتنا، ولكن في بعض الاحيان لا تكون وجود لهذه الروح
الشريرة او وجودها و لكن منعها بطريقة صحيحة من السيطرة و تأثير على عقولها، و هذا مما يجعل البعض اقل عرضةً من ان يكون
سجين افكاره السلبية، او ان يكون شخص متمكن و واعي يعرف ان هنالك افكار تحاول
ان تحطم حياته بطريقة خبيثة، خلاف شخص لا يملك ادنى فكرة عن ذلك، لهذا قد نقول انه
يوجد تباين كبير بين شخص وشخص او بالأصح تباين طاقوي بين الاشخاص، لهذا قد يخلق
اختلاف من ناحية التفكير و من ناحية السيطرة و لا يمكن التعميم في هذا الامر.
هل العمر يأثر على هذه الطاقة ؟
قد يكون العمر له دور كبير في تأثير الطاقة على الشخص، و لكن قد لا يكون مؤثر ان تجاوز العمر الذروة
التي يصل فيها الشخص الى وعيه، لذلك ان الفئات العمرية التي يمكن القول على انها اكثر عرضتا لهذه الطاقة هي
الفئة الاقل عمرًا ابتداءًا من 5 سنوات الى 30 سنة، و هذه هي مرحلة نضوج الفكري و تطوير الوعي لذلك
تكون العقول في هذه المرحلة استثنائية، و تكون سريعة التأثر باي طاقة خارجية او اي افكار تزرع او
تكتسب، او انها تكونت بشكل خاطئ في ادمغتنا، و لكن ليس فقط هذه الفئة لان
ايضا الفئات العمرية الاخرى قد تكون عرضة لهذا التأثير، اذ لم يتم اكتمال الوعي في
سن مبكرة او الجهل الاجتماعي الذي يعيش فيه الشخص، او احداث قد تغير تفكير هذا
الشخص، لذلك فان العمر لا يأثر على هذه الطاقة، و لكن العمر قد يجعلها اقوى او اقل
في عمر معين، لان الانسان كلما زاد في عمر
قل تأثره، ولكن قد يخلق العكس ان لم يكن الشخص قد اكتسب ما يحصنه في عمر ابكر من
هذا. فالطفل قد لا يكون
له القدرة على سيطرة على اي افكار قد تحيط بيه او استيعابها بشكل صحيح، و لكن يتم تخزينها بشكل الذي تم اكتسابها به، و من ثم يتأثر بيها في مرحلة اخرى من عمره، اذ لم يتم تصحيحها، و هذا ينطبق ايضا على الافكار و طاقة الايجابية، اما المراهق فهو خلاف ذلك اي افكار قد يكتسبها
تأثر عليه بطريقة رهيبة جدا، و هو الاكثر عرضتا لهذه الطاقة السلبية لأنه يكون في مرحلة التفكير العميق و
ايضا التطبيق السريع لأي فكرة او معلومة سواء ايجابية كانت او سلبية، و حياته قد تكون مرتبطة بهذه الطاقة التي
اكتسبها في هذه المرحلة، لهذا فان المراهق يكون اكثر كآبتا من اي شخص، و قد يدفعه هذا الى الانتحار، و هذا امر معلوم لذى الجميع، اما
الفئات العمرية الاخرى او المتقدمة تكون متوازنة او انها تكون عنيدة نوعا ما، حيث لا يمكنها ان تتأثر باي فكرة او سلبيات او
حتى ايجابيات بسهولة، لأنها تكون اكثر حذا و حيطتا من اي وقت مضى او من تجارب سابقة، و قد تكون عكس ذلك كما ذكرت حسب الوسط التي
نشأت فيه.
هل يمكن تخلص من الروح الشريرة التي بداخلي ؟
من مؤكد يمكنك ذلك، لان من قام بتكوينها قد يستطيع انهاءها، و لكن يتطلب ذلك وقتا اطول و مجهودا اكبر
لتحاول الاتصال بذاتك، و طرد كل الافكار الشريرة من داخلك، و عيش مجددا كشخص طبيعي.
و هذا امر ليس صعب جدا رغم انك
تحتاج لبعض الافكار التي قد تغزو عقلك و تطرد الافكار الاخرى التي لا تحتاجها
او انها لا تلزمك في حياتك الحالية سواء
كانت من ماضي او افكار جديدة تشك انها قد تكون مضرك لك في حياتك و هذا كله من
ارادتك و مدى مقدورك على فعل هذا.
لأنك تحتاج صبر و مجهود و قوة و عزيمة لتحرير
من هذه القوة الشريرة وعيش حياة طبيعية.
هل يوجد روح طيبة ايضا و كيف يمكنني ان اكسبها؟
بتأكيد يوجد روح طيبة و هي عبارة عن افكار و طاقة ايجابية قد تكتسبها ايضا في حياتك و لها نفس
التأثير الى ان تأثيرها يكون محبب و يغير حياتك للأفضل.
مثل ما قد كوّنت هذه الروح الشريرة سواء بإرادتك او من دونها فيمكنك ايضا
تكوين روح طبية بنفس الطريقة.
شيماء منوني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق