الأربعاء، 12 ديسمبر 2018

عريضة الامم المتحدة



نوقع ونوقع متوقعين الأفضل، منتظرين حلاً، و راجين توصُلاً.
هذا حالي و حال جميع المناضلين الاحرار في كل مكان الذين ينتظرون ان  تحسم الامور، او ان تجد حلول لمشكلة واحدة من بين ملايين مشاكل التي تواجهها حريات و حقوق الانسان، لو تم بفعل حل واحد لكان لدينا امل كبير في ان تحل بقية المشاكل، و لكن في كل مرة نتحمس فيها و نوقع على عريضة تلوا الاخرى آملين ان تحل مشكلة من بين مشاكلنا، نرجع في اخير خائبين فارغين وصال، نشعر باننا سوى رياح تمر على قرية خاوية لا تشبعها و لا تغنيها من جوع، نشعر بخيبة امل كما انه يخترق ادمغتنا الف سؤال و سؤال، لماذا يا ترى لم يتحقق اي مطلب يرمز و يهدف الى زرع السلام و حماية حقوق الانسان ؟
 اكثر القضايا التي تهمني هي حقوق الانسان، فلا اهتم ولا اكثرت لشيء اخر اذ تغير على حسابه بأن يحقق هدفًا من حقوق الانسان، لأنني لا اظن انه يوجد شيء اهم من ذلك، لو كان كل شخص يفهم المعنى الحقيقي لحقوق الانسان لكانت الحياة  بأحسن حالها، و لكن للأسف ما نمر به و ما نشهده من اختلاف شديد في اراء و افكار الناس قد يجعلنا نتوقف عن قول ان للبشر قلوب متشابه، و اهداف متماثلة  لأنه في واقع هذا الكلام غير صحيح، فيوجد من هم لا يعرفون معنًا لكلمة الحياة او حتى انهم لا يعرفون كيف يعيشونها بشكل صحيح.
ان وقعت اليوم على عريضة الامم المتحدة التي تهدف الى حماية حقوق الطفل و تعليمه، فهذا قد يجعلوني سعيدة و اشعر بالفخر اثرى ذلك، و اتشوق لأعرف نتيجة ذلك، هل حقًا سوف تحل هذه المشكل و ينعم كل طفل بحياة جيدة و تعليم جيد ؟ هل حقًا سوف ننجع لأننا فقط ندعمهم بمجرد توقيع ؟ و يبقى مسلسل الانتظارات اللامتناهية يملأ تفكيري و ذهني فاجد نفسي بين أملٍ التهمه ثقب أسود و بين قلب منفطر على حالهم، و يبقى السؤال يطرح نفسه على مسامعي  في كل يوم اريد ان اخلد فيه الى النوم.
لماذا يا ترى لا يتحقق كل ما نرمي اليه ؟
ما سبب في ذلك ؟
الا يوجد مال و غذاء و محاكم و حكومات و بيوت كافية.... الخ  لتُغطي هذه الثغرات التي في كل مرة تتعاظم فيها، أليس من الجيد ان تكون هنالك هيئة مختصة في ذلك تحقق بعضا من اهم المشاكل حقوق الانسان ؟ طبعا يوجد هيئة أليست الامم المتحدة التي تتكون من اكثر من 125 عضوا تستطيع ان تحقق هدفا من اهداف بياناتها ام انها تبقى سوى عرائض نتداولها واحد تلوى الاخر و لا وجود لتَلَمُسها على ارض الواقع ؟
بل في واقع يوجد من لا يعرف ما هي حقوق الانسان من الاساس، يفهم انه يجب عليه ان يعيش على حساب الاخرين مهما كلفه الامر، قد لا يكون قد تعلم بالقدر الكافي في المدرسة او ان المدرسة لم تعد معلمة جيدة او انها في الاساس ليست كذلك منذ البداية،  قد يجعلك كل ما تراه تفهم مفهوما اخرا قد لا يخطر ببال أحد، او ان لا وجود له من الاساس، لأنك عنما تصادف امر قد ينتقض تماما مع دينك و علمك و عرقك و تعليمك و اخلاقك و قيمك، فانك تجد نفسك امام خيار قد يجعلك انت ايضا تتناقض مع تفكيرك و اراءك حول كل ما تراه.
ان وقعت ليوم او وقعت غدًا فإنني اوقع على تفكيري و هدفي الذي اريده فقط بل انني اخلق أملاً جديدًا في نفسي يجعلني ابتعد عن الشك في مصداقية اي عريضة وقعت عليها، و هذا ما يثير غضبي اد كان الامر سوى اقوال و توقيعات و مؤتمرات، و لا وجود لتحركات الفعلية او انها غير مدعمة بالقدر الكافي الذي كان يتوجب منها اي اننا نحاول ان نجعل من انفسنا الاخيار و المخلصين و المساعدين و متطوعين، و نحن كذلك في عالم يخلو من الملموسات اذ كان تحركنا سوى كتابة او توقيع او كلام يقال من حين الى حين فإننا حقًا مثيرين للشفقة، لأننا نظن انفسنا بالفعل حماة لحقوق الانسان، و نحن في واقع سوى مدونين او ناشطين و مناضلين و حقوقيين و اعلاميين و.. و..و..و.
 و لكن نحن في واقع مجمدين كليًا، بل اننا مجرد نارٍ اشتعلت و انخمدت، لأننا فعلاً تحت السيطرة مقيدين من اجسادنا، ولكن قلوبنا تشتغل لتحقيق هدف قد يطول و يطول، ان كنت كاتب و مدون و صحفي و حقوقي و متطوع و ناشط و مناضل  تكافح من اجل شيء كان من المفترض ان يكون او شيء يجب تغيره، فهذا أمر رائع و حركة جميلة منك، لكن يجب ان تعلم انك انسان و ان غيرك ايضا انسان فهدفك هو من اجل اخيك الانسان.  
و ان كان توقيع على عريضة الامم المتحدة يشعل فيا مصباح الامل في كل مرة اوقع عليها، فانا مستعدة لأشعله في كل مرة حتى اشعر بانني لم اقصر في حق اناس استحقوا ان يعيشوا مثلما نعيش نحن، وحتى و لو كان الانتظار يشعرني بالغضب و لا توجد نتيجة لذلك فانا ايضا مستعدة لذلك في كل مرة.

شيماء منوني 




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق